ملخص
إن الزلزالين الذين ضربا شمال غرب تركيا عام 1990 لم يتسببا فى الموت والخراب والمعاناة فحسب بل أديا أيضاً الى كشف استشراء الفساد الحكومى فى قطاع البناء وانتهاكات القوانين المنظمة لمناطق البناء. أدى عدم كفاءة الحكومة فى توفير الاغاثة وما صاحب تلك الجهود من ادعاءات بوجود فساد يتخللها، وكذا فشل الحكومة فى مقاضاة الموظفين ورجال الأعمال الفاسدين الى إثارة مزيد من غضب المواطنين. ونبحث فى هذه الورقة مدى استجابة المواطنين لهذه الامور أثناء الانتخابات البرلمانية عام 2002، مستخدمين بيانات مستقاة من مختلف انحاء تركيا آخذين فى اعتبارنا العديد من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المؤثرة. والنتائج التى توصلنا اليها تشير الى ان الناخبين حملوا جميع الأحزاب التى شاركت فى حكومات العقد الماضى او نحوها مسئولية ما يحدث فلم يقصروها على المشاركين الحاليين فى عام 2002. وقد انصب اللوم بشكل اكبر على الحزب الذى تبعته الوزارة المسئولة عن عمليات الانقاذ بعد الزلزال، كذا نالت الاحزاب التى حكمت اطول فترات وادارت خلالها الادارات المحلية نصيباً اكبر من اللوم. وقد ايتفاد حزب العدالة والتنمية الذى كان وقتئذ حديث التكوين من الاصوات التى فقدتها تلك الاحزاب. وتدل الحساسية التى أبداها الناخب التركى، تجاه الفساد الحقيقى والمدرك على ان مشكلة الفساد فى تركيا لن تستعصى على العلاج بل يمكن الحد منها من خلال زيادة الشفافية والديموقراطية
Authors
Ali Akarca
Professor of Economics, University of Illinois
Research Fellows
Aysit Tansel
Emeritus Professor, Middle East Technical University, Turkey