دار جدل شديد بين خبراء الاقتصاد فى اليوم الثانى من المؤتمر السنوى لمنتدى البحوث والاقتصادية حول دور الشركات الكبيرة والمتعدية الجنسية وعما اذا كان العقد الاجتماعى القديم قد فشل وانه لابد فعلا من عقد اجتماعى جديد
قال الدكتور مصطفى نابلى – محافظ البنك المركزى التونسى الاسبق – ان هناك رؤية تقول ان العقد الاجتماعى القديم كان يمثل حلا وسطا بين الحرية السياسية وبين العدالة الاجتماعية وان العقد الاجتماعى الجديد الذى يتحدث عن الديموقراطية وحرية السوق والخصخصة لا يقول من يجب ان يحصل على ماذا واضاف : اذ طالبنا من الشعب ان يضحى ويتقبل الغاء دعم الطاقة والغاء التوظيف الحكومي فما المقابل الذى سيحصل عليه؟ واعرب عن اعتقاده ان الراى العام ليس مقتنعا بالحاجة الى عقد اجتماعى جديد ولا يرى ان القديم كان سبب البطالة وغياب المساواة بل ان سببها هو بواكير تطبيقات العقد الجديد التى ظهرت منذ سنوات ومن الياتها الخصخصة
وتحرير الاسواق والحريات السياسية وزاد اننا نقترح على الشعوب ان تترك القديم وتاخذ بالجديد لكن لا نقول لها عمق التحديات التى ستواجه الجميع ولم نسمع منها فى المقابل دعت كارولين فروند الاقتصادية فى البنك الدولى والمتخصصة فى شئون التجارة الدولية الى ان تكون الشركات الكبيرة هى مدخل دول المنطقة للانطلاق واوضحت ان المنطقة تاخرت فى التفاعل مع الشركات العالمية واستقطابها وقالت انه لا يوجد سوى عدد قليل من تلك الشركات فى المنطقة فى مقابل الموجود فى دول مثيلة ورفضت دعوات من يركزون على الشركات الصغيرة والمتوسطة ورات انها رومانسية لان الشركات الكبيرة من وجهة نظرها هى التى تصنع النمو القوى وتتمدد وتخلق مزيد من الوظائف وتنافس عالميا وترفع الانتاجية واضافت ان هذا درس من تجار ب ماليزيا والصين وكوريا وتشيلى وان ا لمغرب تكاد تكون الدولة العربية الوحيدة التى بدات تدرك ذلك وفتحت الباب لشركات مثل " رينو" وبدات ايضا تجنى عوائد ايجابية من ذلك ونوهت الى ان الهند كانت تحجز انشطة للشركات الصغيرة والمتوسطة لكن غيرت هذا النهج منذ 2010 ومن ثم حدث انطلاق الاقتصاد وامتدحت وجود شركة ساسمونج فى مصر لانه يمكن ان يكون بداية مشجعة
وقال الخبير الاقتصادى شانتا ان العلاقة وثيقة بين الديموقرطية والنمو الاقتصادى وانه لابد من عقد اجتماعى جديد للمنطقة سواء لدول الربيع العربى او تلك التى لم تشهد ربيعا او حروبا اهلية لان القديم فشل بدليل الفقر وضعف الخدمات والبطالة العالية ويجب الا نكابر فى هذا واكد ان الديموقارطية تشمل مستويات متعددة ولكن يلزم بدء العمل عالى عقد جديد حتى تزدهر الديموقراطية ويتحقق النمو ويترسخ الاستقرار وانتقد قيام دول فى ا لخليج مثل الكويت بتوزيع عوائد البتورل بطريقة توظيف المواطنين فى ا لحكومة الى حد ان اكثر من 90 % من الرجال فى عمر العمل بالكويت يعملون بالحكومة وباجور تفوق التى يمكن ان يمنحها القطاع الخاص متساءلا كيف يقود القطاع الخاص النمو فى جو كهذا وكيف يقوم بتنويع الاقتصاد اللازم لتلك الدول؟ .واختتم بان التدخل العسكرى والصراع الدينى هما من نتائج فشل الانظمة القديمة وكانت هذه النقطة محل اختلاف شديد بينه وبين الدكتور مصطفى نابولى
اما الدكتور خالد اسماعيل – من الاسكوا – فقال ان هناك اختلافات حول تشخيص اسباب قيام ثورات الربيع العربى فمن الناس من يرى ان الخصخصة وحرية السوق وغياب الحوكمة والراسمالية الفاسدة هم السبب ومن يرى ان النظم المستبدة والانغلاق كانا السبب وفى كل الحالات يجب ان نلاحظ ان المنطقة هى القل تصنيعا فى العالم حتى مقارنة بمناطق افقر فى افريقيا وكشف ان حجم الطبقة المتوسطة من مجموع السكان كان قد بلغ 40 –45% فى دول الربيع ثم انحسر بنحو 15 %بعد تلك الثورات خاصة فى مناطق الصراعات اوالحروب الاهلية بسبب تراجع النمو. قال ان المؤشرات الكمية فى اغلب الدول العربية لم تكن سيئة بمعنى ان نسب المتعلمين والالتحاق بالمدارس وعدد المترددين على المستشفيات كانت معقولة لكن الغائب كان هو جودة الخدمات واكد ان خسائر الاقتصاد السورى بسبب الصراع المشتعل بلغت 170 مليار دولار وان المنطقة يلزمها نحو 3.5 تريليون دولار كتمويل واستثمارات حتى 2030 لتحقق النمو المنشود وطالب بحل كل الصراعات بما فيها الصراع العربى الاسرائيلى لتنطلق التنمية بالمنطقة
وقالت الدكتورة ماجدة قنديل- المدير الاسبق للمركز المصرى للدراسات - انه لاتوجد علاقة بين النمو والديموقراطية ولكن بين النمو والاستقرار السياسى والمساواة فى الفرص وان مدخل الاصلاح يجب ان يكون ليس الشركات الكبيرة ولكن تكامل بين شركات صغيرة ومتوسطة وكبيرة عبر سلاسل توريد وامداد منظمة تحقق اعلى قيمة مضيفة للبلد
وقالت الدكتورة كريمة كريم ان النموذج الصينى يثبت ان التنمية غير مرتبطة بالضرورة بالديموقراطية بل ان الصين بها فساد مرتفع لكن ارتفاع الانتاجية يغطى عليه وسالت الدكتورة هبة حندوسة عن نسبة مساهمة الشركات الكبيرة فى الناتج بالدول الكبيرة وما الفرق بينها وبين الشركات متعددة الجنسية واكدت على ضرورة اخد قضية اللامركزية بجدية لتحسين الرقابة على الخدامات
وقال متحدثون ان من ينتج هو المطلوب لاى اقتصاد سواء كان كبيرا ام صغيرا وان ظهور نتائج اى اصلاح سريعا تشجع الجماهير على قبول المزيد وان بعص الحلول قد تكون جزء من المشكلة كالخصخصة وانه لبناء قطاع خاص قوى لابد من ثقة متبادلة بينه وبين الحكومة وبينه وبين المجتمع مع رقابة قوية واكد حاضرون ان شركات المحسوبية لا تهتم بالتنافس لانها تكسب من العلاقات السياسية لكنها لاتعنى بالتطوير وخلق الوظائف وان من مزايا الشركات الصغيرة والمتوسيطة ان اسعارها ليست احتكارية كالكبيرة ونوهوا الى ان الجيل الثانى فى الاسر الصناعية الكبيرة اصبح فى الغالب لا يريد مواصة نفس النشاط مهما كان ناجحا لان الثقافة الصناعية تتراجع فى المجتمع كله