ملخص
بعد انفصال جنوب السودان وما نتج عنه من انخفاض في صادرات النفط، شهد السودان طفرة في صادرات الذهب تهيمن عليها شبكات من حرفيين يقومون بعمليات تعدين وعمليات أخرى صغيرة وغير رسمية. وتحت وطأة فجوة مزدوجة وخانقة فى الموازنة المالية العامة والنقد الأجنبى، عمدت الحكومة إلى إنتهاج سياسة نقدية أسند بموجبها للبنك المركزى القيام بشراء الذهب على نطاق واسع وبتمويل يكاد يكون كله تقريبا عن طريق طبع النقود. ونبين نحن في هذه الورقة أن هذه السياسة قد أدت إلى تكريس "لعنة الموارد"، والتي تمثلت في عدم استقرار الاقتصاد الكلي في المدى القصير، وفقدان القدرة التنافسية في المدى المتوسط. لإثبات ذلك، أعدت الدراسة نموذجًا اقتصاديًا نظريًا مبسطًا يستند إلى فرضية عقلانية التوقعات، حيث يتم استخدام المكاسب المرتبطة بالسلوك الاستراتيجي الفردي لتجار الذهب لتحديد مشكلة البنك. وتشير النتائج إلى أن السياسة النقدية للبنك تأثرت إلى حد كبير بأسعار الذهب العالمية، وبمدى مرونة القبول المجتمعى للتضخم ومتطلبات اقتراض القطاع العام، الأمر الذى جعل هكذا سياسة غير فعالة في كبح جماح توقعات تسارع التضخم من قبل الجمهور. كما وجدنا أن ارتفاع أسعار الذهب العالمية واحتمال نجاح تهريب الذهب يدفعا البنك إلى رفع السعر المحلى للذهب. وعلاوة على ذلك، أوضحنا بأن وكالة شراء الذهب من قبل البنك وطريقة التمويل المختارة قد تسببت في دوامة تضخمية على المدى القصير، وفى تخفيض كبير في سعر الصرف الاسمي، ومغالاة في سعر الصرف الحقيقي على المديين المتوسط و الطويل. وتأسيساً على هذه الشواهد، نوصي بأن يتم تشغيل وكالة شراء الذهب من قبل هيئة مالية تستخدم موارداً حقيقية، وليس البنك المركزي، على أن يكون ذلك جزءاً من إطار شامل للاقتصاد الكلى يستهدف تنويع الاقتصاد واستقراره
Research Fellows
Ibrahim Elbadawi
Managing Director, Economic Research Forum
Authors
Kabbashi Suliman
University of Khartoum